abeer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بقلم الساحر نزار قباني شؤونٌ صغيره:

اذهب الى الأسفل

بقلم الساحر نزار قباني  شؤونٌ صغيره: Empty بقلم الساحر نزار قباني شؤونٌ صغيره:

مُساهمة  abolo الأربعاء ديسمبر 03, 2008 5:23 pm

شؤونٌ صغيره:
تمرُ بها أنتَ دونَ التفاتِ
تساوي لديَ حياتي.. جميعَ حياتي ..
حوادثُ.قد لا تثيرُ أهتمامكْ..
أعمرُ منها قصورهْ
وأحيا عليها شهورهْ
وأغزِلُ منها حكايا كثيرهْ
وألفَ سماءٍ..وألف جزيرهْ
شـــــــــؤونٌ..
شؤونكَ تلكَ الصغيرهْ
فحينَ تدُخٍنُ أجثو أمامـكْ
كقطتكَ الطيبهْ..
وكلـــــي أمانْ..
ألاحقُ مزهوةً معجبهْ
خيوطَ الدخانْ..
توزعها في زوايا المكانْ
دوائرْ ..دوائرْ..
وترحلُ في آخر الليلِ عني
كنجمٍ كطيبٍ مهاجرْ..
وتتركني يا صديقَ حياتي
لرائحة التبغ والذكرياتِ
وأبقى أنـــا....
في صقيع انفرادي ..
وزادي أنا .. كل زادي
حطامَ السجائرْ ..
وصحنٌ.. يضمُ رماداً
يضمُ رمادي ...
وحينَ أكونُ مريضهْ
وتحملُ أزهاركَ الغاليهْ
صديقي.. إليْ.
وتجعلُ بين يديكَ يديْ
ويعودُ ليَ اللونُ والعافيهْ
وتلتصقُ الشمسُ في وجنيْ
وأبكي .. وأبكي ..
بغير إرادَهْ...
وأنتَ ترد غطائي عليْ
وتجعلُ رأسيَ فوق الوسادهْ.
تمنيتُ كلَ التمنيَ ..
صديقي.. لو أنيَ
أظلُ ..أظلُ عليلهْ
لتسألَ عنـــي
لتحملَ لي كلَ يومٍ
وروداً جميلهْ...
وإنْ رنَ في بيتنا الهاتفُ
إليهِ أطيرْ
أنا .. يا صديقي الأثيرْ
بفرحةِ طفلٍ صغير
بشوق سنُونُوةٍ شاردهْ
وأحتضنُ الآلةَ الجامدهْ
وأعصرُ أسلاكها الباردهْ
وأنتظرُ الصوتَ ..
صوتكَ يهمي عليْ
دفيئاً..دفيئاً.. قويْ
كصوتِ نبـيْ
كصوتِأرتطام النجومِ
كصوتِ سقوط الحليْ
وأبكي ..وأبكي ..
لأنكَ فكرتَ فيْ
لأنكَ من شرُفات الغيوبِ
هتفتَ إليْ...
ويومَ أجيءُ إليكْ
لكي أستعيرَ كتابْ
لأزعمَ أني أتيتُ لكي
أستعيرَ كتابْ
تمدَ أصابعكَ المتعبهْ
إلى المكتبهْ....
وأبقى أنا.:في ضباب الضبابْ
كأني سؤالٌ بغير جوابْ..
أحدقُ فيكَ وفي المكتبهْ
كما تفعلُ القطهُ الطيبهْ
تُراكَ اكتشفتَ؟
تُراكَ عرفتَ؟
بأنيَ جئتُ لغير الكتابْ
وأنيَ لستُ سوى كاذبهْ ..
وأمضي سريعاً إلى مخدعي
أضمُ الكتابَ إلى أضلعي
كأني حملتُ الوجودَ معي
وأشعلُ ضوئي.. وأسدلُ حولي الستورْ
وأنبشُ بينَ السطورِ..وخلفَ السطورْ
وأعدو وراءَ الفواصلِ ..أعدو
وراءَ نقاطٍ تدورْ
ورأسي يدورْ ...
كأنيَ عصفورةٌ جائعهْ
تفتشُ عن فَضلاتِ البذورْ
لعلكَ.. يا.. يا صديقي الأثيرْ
تركتَ بأحدى الزوايا ..
عبارهَ حُبً قصيرهْ...
جُنَيْنَةَ شوقٍ صغيرهْ
لعلكَ بين الصحائفِ خبأتَ شيئاً
سلاماً صغيراً..يعيدُ السلامَ إليا..
وحينَ نكونُ معاً في الطريقْ
وتأخذُ ..من غير قصدٍ ..ذراعي
أحسُ أنا يا صديقْ...
بشيءٍ عميقْ
بشيءٍ يشابهُ طعمَ الحريقْ
على مرفقي ...
وأرفعُ كفيَ نحو السماءْ
لتجعلَ دربي بغير أنتهاءْ
وأبكي .. وأبكي بغير أنقطاعِ
لكيْ يستمرَ ضياعي
وحينَ أعودُ مساءً إلى غرفتي
وأنزعُ عن كتفيَ الرداءْ
أحسُ .. وما أنتَ في غرفتي
بأنَ يديكْ
تلفانِ في رحمةٍ مرفقي
وأبقى لأعبدَ يا مرهقي
مكانَ أصابعكَ الدافئاتِ
على كُمِ فستانيَ الازرقِ..
وأبكي ..وأبكي .. بغير انقطاعِ
كأنَ ذراعيَ ليستْ ذراعي ...
abolo
abolo

المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 26/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى